تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مقالات

لم تعد المجاهرة بالدعوة إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل تتطلّب جرأةً، أما نبرة التحدّي الزائفة المطلّة من غياب الحرج فتُفشي سوءَ توقيتٍ في ظروف التغوّل الإسرائيلي الأميركي في الإقليم الذي يُغني المستقوي به عن الجرأة والشجاعة غير الأدبية. إضافة إلى ذلك، تنمّ تبريرات هذا التأييد عن جهلٍ (أو استهبال) سادرٍ في وهمٍ مفادُه بأن التطبيع مع إسرائيل هو إكسير الحياة وحلّال الاستعصاءات الداخلية والخارجية. لا سحر في العلاقات الدولية، ولا ترياق لقضايا المجتمع والاقتصاد؛ فعلاجها مرهونٌ بالسياسات الاقتصادية والاجتماعية وطبيعة نظم الحكم وبنية المجتمعات وثقافة نخبها. ويعزّز الاندفاعُ نحو التطبيع قناعةً إسرائيلية مفادُها بأن العرب لا يفهمون سوى لغة القوة؛ ما يشجّعها على الاستثمار فيها، والتمسّك بنهج الإملاءات في التعامل مع العرب.
لسبب ما ترجمت كلمة normalization بلفظ تطبيع مع أنها مشتقة من normal أي عادي

تبدأ هذه الدراسة بتقديم مفهوم الثقافة السياسة وظروف نشوئه، بغية التأسيس لعدة قضايا ملحّة في ميدان الثقافة السياسية.

لقد أنجزنا معجمًا تاريخيًّا للغة العربية يستعرض تاريخ معاني جميع الألفاظ حتى عام 200ه.
يصعب إجراء حوار مفيد حول مفاهيم معينة في ظلِّ استخدام السياسيين الديماغوجي لها بوصفها مجرد شعارات أو "كليشيهات" في خطاباتهم، وفي أجواءٍ من شحن العواطف وتوتير الفضاء العام على نحوٍ يفسح المجال لانتشار الغوغائيات على أنواعها؛ سواء أكان بسبب التنافس الانتخابي بين اليمين واليمن المتطرّف في فرنسا، أم بسبب بعض الصراعات والتوترات على المستوى الدولي، في غير موقعٍ في محيط البحر المتوسط الذي يصل المسلمين بأوروبا، ويفصلهم عنها في الوقت ذاته. هذا هو حال مناقشة مفاهيم مثل حرية التعبير والتعددية والعلمانية والمسّ بالمقدسات في هذه الفترة.
فُتحت بعد مقتل جورج فلويد، في 25 أيار/ مايو 2020، أبواب الميادين على مصراعيها للاحتجاج على العنصرية ضد الأميركيين - الأفارقة بعد أن بثت وسائل الإعلام عملية القتل كاملة؛ إذ جَثَم شرطي على رقبة فلويد حوالى تسع دقائق حتى قضى خنقًا. وزوّدت حشرجته الأخيرة "لا أستطيع التنفس" المناهضين للعنف العنصري المنتشر في صفوف الأجهزة الأمنية بمجازٍ واستعارةٍ لغويةٍ يعبّران حرفيًا عن الشعور الدفين والتراكمي بالاختناق وشعارٍ يتصدّر المسيرات في الولايات المتحدة الأميركية وبعض دول أوروبا الغربية.
بعد أن أيقن الإنسان في عزلته المنزلية أنه لا محالة خاسرٌ ربيع هذا العام، علَّل نفسه بأنّ ذلك أرحم من خسارة ما تبقى من فصول في خريف هذا العمر، والأهم من ذلك أنّ فقدان ربيع النسيم العليل لربيع واحد أهونُ من استجداء الهواء الممتنع عن الرئتين، أو ربما توسّل الموت لينجيه من الاختناق البطيء وحيدًا على سرير في مستشفى ميداني بلا اسم. وتساءل: متى نعود إلى حياتنا الطبيعية؟ ثم مرّت خاطرة بباله: وهل كانت حياتنا التي نتمنى العودة إليها طبيعية؟ ما الطبيعي في "حياتنا الطبيعية"؟
بعد أن أيقن الإنسان في عزلته المنزلية أنه لا محالة خاسرٌ ربيع هذا العام، تساءل متى نعود إلى حياتنا الطبيعية؟ وما لبث أن فطن: وهل كانت حياتنا التي نتمنى العودة إليها طبيعية؟ ما الطبيعي في "حياتنا الطبيعية"؟
لا تتوقف بعض وسائل الإعلام عن الدجل والتدجيل والهرج والتهريج بشأن الوباء وفعله، وأصله، وعلاجه ب"المرجلة والمراجل" الفولكلورية، مثل شعبوية الوصفات من المأكولات الشعبية. ثمة ابتسامة مميزة ترتسم على وجوه المذيعين الذين يعتقدون أن بلادهم وحدها تمتلك مأكولات شعبية. ولكني أشتم رائحة خبث وتواطؤ مع تقصير السياسات الصحية العامة. فالتهوين من الأمر وحله بالوصفات الفولكلورية قد يريح الدولة وجهازها الصحي من جماهير غفيرة قد تقتنع به.
Subscribe to مقالات