تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

من عزمي بشارة إلى (أردوغان) غزة تحييكم

2009-12-08

اسماعيل الطه

مع بداية عامنا الجديد .. الخطوة الأولى بمواقيت زمن الانتصارات بالألفية الثالثة نطل عليكم بعد انتصارات عدة وآخرها وليس آخرا خط المقاومة الفلسطينية ( أهلنا في غزة ) , وبالتعاون والتنسيق مع الزميل الباحث والصحفي الصاعد حسين حمدان العساف / رئيس تحرير موقع الكتروني قومي متقدم / الذي دخل باب الصحافة مجبرا أمام الاحباطات الكثيرة التي آلت إليها الحال مع انهماك بعض الإعلاميين والصحفيين العرب بالانشغال في عملية المديح والثناء والانزياح عن ميثاق الشرف الصحفي والهروب من المسؤوليات الجسام التي تقع على كاهلهم وكاهل أصحاب الكلمة والقلم معا ... ولعلنا لا نأتي بجديد إذا قلنا أن المحاضرات والندوات المتنوعة ودخول عصر ( النت ) .. تشكل بألوانها الثقافية من موضوعات علمية وفنية وفكرية تتصل ببناء الشخصية القومية الحضارية والفكر المتجدد , وما يتصل بحاضرنا ومستقبلنا من خلال نهج مسيرة التحديث والتطوير والتي يقودها بكل حكمة واقتدار السيد الرئيس بشار الأسد آملين أن يكون ذلك إسهاما في رسالة الفكر والثقافة والصحافة والتي تعد الحامل الحقيقي لأمانتها في وهج ذلك الشعاع القدسي الذي انطلق نداؤه من غار حراء في شعاب مكة.‏

( إقرأ باسم ربك الذي خلق ) . كان رسولنا العربي الكريم محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) وفي حالة التواصل مع ربه .. يعيش حالة التأمل لواقع أمته , وما آلت إليه من ضعف وتفرقة وهوان , أمام القوى العالمية العظمة آنذاك .. فارس والروم ويعيش حالة البحث عن الخلاص .. وكأنه ينظر بعيون أجيال سبقته برمتها , وارتسم أمامه طريق الخلاص بكلمة واحدة .. إقرأ .. ومفتاحها القلم بوابة العلوم والمعرفة الإنسانية ..‏

( إقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم) . كان غار حراء .. نقطة البداية .. الرحم الذي شكل المخاض .. لإعادة ميلاد الأمة من جديد .. وواجهت الدعوة منذ بدايتها تآمر اليهود .. لإجهاض ذلك التحول الكبير في تاريخ العرب والإنسانية جمعاء .

وكانت خيبر ومواجهة حصونها وسراديبها وفي مرحلة متقدمة من تأسيس الدولة العربية الإسلامية خطوة هامة في ذلك الصراع ورمزا تاريخيا في مواجهة المفسدين في الأرض. وتوج ذلك الرسول الكريم بندائه وهو على فراش الموت ((اخرجوا آل خيبر من جزيرة العرب )) .

واليوم ونحن أمام المشهد العربي و الإسلامي القاتم .. وحالة الحصار والتفرقة التي تواجه الأمة العربية والإسلامية وحجم التآمر الصهيوني والعالمي على العرب والمسلمين والذي يتمثل بإضعاف أي تضامن عربي وإسلامي , وتفكيك لانتفاضة الأقصى التي أخذت تؤرق حلم المشروع الصهيوني بالإضافة إلى النظام العالمي بقطبيته الواحدة الذي جعل من نفسه قيما ووصيا على مصائر الشعوب ومحاولات عولمة كل شيء وفق أغراضه وسياسته وإعادة تعليب المنظومة الأرضية .. كتصرف رجل الكاوبوي مع قطعان الأبقار .

( إن الوضع في الشرق الأوسط ) وأنا بين قوسين لا أحب مثل هذه اللفظة لأنها أطلقت بالأصل لقبول الجسم الغريب ( السرطان) إسرائيل داخل الوطن العربي لكننا نحن العرب نقبل وبسهولة أي لفظة غربية لأننا مستوردون بالأصل ) فان الوضع وصل إلى حافة الهاوية لأن مجلس الأمن والأسرة الدولية يعانيان من شلل حقيقي والكلام الصحيح أن حكومة نتنياهو تقود المنطقة إلى حافة الهاوية ورغم التحركات الأوربية والانتقادات الكثيرة التي وجهتها دول الإتحاد الأوربي لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية في تقديم الدعم لسياسة نتنياهو وظهور أجواء تتحدث عن مبادرات سلمية فإن نتنياهو أعلن بوضوح وصراحة أنه لايقبل حق العوده للاجئين وعدم قبوله بالقدس عاصمة لفلسطين والاستمرار بعملية الاستيطان وتشديد الخناق على غزة وأمام هذا المشهد الخطير في الأراضي المحتلة أرادت حكومة نتنياهو أن تدعم قرارات قادتهم السابقين أمثال (شارون) الذي قمع الأصوات القومية المناضلة من عرب ال48 التي وقفت بحزم إلى جانب انتفاضة أهلنا في الأرض المحتلة , أرادوا إسكات صوته الوطني القومي العربي الديمقراطي المؤيد للمقاومة الفلسطينية الباسلة في وجه الطغيان الإسرائيلي الهمجي أظنكم عرفتموه انه المناضل الدكتور عزمي بشارة فعمد إلى إعلان المزيد من مواقفه الجريئة ورد على من يحاكمونه بأنه سـيعمل على تحويـل المحـكمة إلى مدرسـة يتعلم فيه (الإسرائيليون) درسا في تاريخ المقاومة والنضال ضد الاحتلال من أجل الاستقلال والحرية والسيادة الوطنية والكرامة القومية .‏

تفننوا كالبهلوانات الشيطانية في توجيه خناجر اتهاماتهم إليه، فرد عزمي بشارة خناجرهم إلى نحورهم وانقلب السحر على الساحر .

واليوم بعدقرابة العام من وقف إطلاق النار المباشر في غزة وأمام المحافل الدولية وقف المناضل حفيد العثمانيين الجديد الزعيم طيب رجب اردوغان بوجه الشر كله ووجه طعنة قاتلة لقادة الكيان الصهيوني عندما ترك القاعة في مؤتمر(دافوس) وزجر بيريز زجرة تشبه كثيرا لطمة بوش بحذاء المغوار الصحفي الجريء منتظر الزيدي , فتحية لك يا طيب اردوغان وقد سبقك بالتحية الدكتور عزمي بشارة فكما احتشد الآلاف من المثقفين العرب من مختلف التيارات الوطنية والفكرية في قاعة المحاكمة( الصورية) للتضامن مع بشارة بحضور وفود برلمانية من النرويج والسويد وبريطانية وجنوب افريقية ، قدموا من بلدانهم لشد أزر المناضل بشارة في وجه طغيان محاكم التفتيش ( الإسرائيلية ) الجديدة واحتجاجا على محاكمته بسبب مواقفه الوطنية والقومية ,‏ كما لفت الانتباه وأنظار العالم تظاهرة وفد من أهالي الجولان العربي السوري المحتل التي حملت الأعلام السورية والفلسطينية وانشد المتظاهرون الأناشيد الوطنية وأدانوا الهجمة الإسرائيلية العنصرية ضد نهج بشارة القومي,‏ وآخر الفضائح بحق الكيان الصهيوني العنصري كان تقرير القاضي ( جالنستون ) الذي ادان العدوان الهمجي الاسرائيلي على اهلنا في غزة. ‏

وأوضح بشارة أنه منذ الساعات الأولى لمحاكمته ظهرت علامات المأزق على المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة التي لاحظت كيف أن قضيته غدت مصدر تفاعل عربي شامل وشدد على أنه ليس من يتعرض للمحاكمة وإنما نحن الذين فتحنا منصة دولية لمحاكمة إسرائيل ومؤكدا ((سنجعل من هذه المحاكمة محاكمة لسياسات إسرائيل .. سنجعلها محكمة للتمييز بين المقاومة والإرهاب ، لكشف جرائم الجيش الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني)) ‏أما ما تشكله حملة التضامن الجارية مع بشارة في هذه الظروف على الساحتين العربية والدولية فإنما تعكس حقيقة الموقف القومي والوجداني العربي والإنساني الدولي من التضامن مع حركة التحرر الوطني الفلسطيني في العيش الكريم داخل أرضه ووطنه وتجعلنا نتفاءل بالمستقبل أكثر مع بروز خط قومي وإسلامي وكذلك أممي أمثال الزعماء رجب طيب اردوغان وهوغو تشافيز واحمدي نجاد وغيرهم على امتداد ساحة النضال العالمي ,فمنا ومن غزة الصمود إلى الدكتور المناضل عزمي بشارة والرجل الطيب الأستاذ رجب طيب اردوغان رئيس حكومة تركيا والى جانبهما الزعيم الثائر تشافيز وآخرين كثر لا مجال لذكرهم في هذه العجالة