تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

قصيدة موجهة الى عزمي بشاره أبو عمر

2010-05-22

المصدر: موقع الرهطاوي

صيحة القلب دوت
وردد «أقصى» المحبين رجع الصدى
صيحة «اللّه أكبر»
يرتج منها المدى..
والشرايين تزخر
باندفاع الأسى والغضب
هكذا بعد تسع وخمسين حجة
بعد ما أربعين يدا
طعنت جرحا والعصب
هكذا.. يا عرب
لم يكن ممكنا بعد
بعد جيلين من شهداء الفداء
وقافلة من صهيل الدماء
وبئر بلا أي قعر
تفيض ردى
بعد ذا لم يكن ممكنا
لفلسطين إلا البكاء
على كتف الأبيض المتوسط
وهو يطوف بأرجائها الأرض
مرتديا ثوب إحرامه
سابحا فوق أمواجه
موجة اثر موجة
فيكبو على دمه في الإفاضة
ينهض قبل الوداع
ليبلغ أوجه
وفي السعي بين الجفا وال... كفى
يتعثر
ويمضي يتابع للّه حجه
هكذا بعد تسع وخمسين حجة

2

خيروك إذن يا صديقي.. تخير...
بين زنزانة في الوطن
أو شريد الخطى
تحت وجه السماء المبعثر...
بين مُرَّين لست أرى فيهما
غير صورة شعبي فلا أتخير...
هو الأفق المكفهر
على زمن
موغل في الضجيج
وفوضى يراد لها
أن تخلق صرح النظام
جحافل عسكر...
ولأنك شئت الحياة
كما لا يشاء الغزاة
أرادوك تكسر...
وهيهات.. هيهات للريح
إما تهب على جبل شامخ.. يتأثر...
هكذا بعد «سكين» عاما من القهر
يبغون قهرك أكثر...
هكذا حصة الشرفاء
من الظلم - يا صاحبي - هي أكبر...

3

يا لروح التمرد في شعبنا
كيف تشعل روحك
يا أيها الفارس المعتلي
صهوة الكلمات
بوجه الطغاة.. تقدم
وبالأغنيات.. تزنّر...
الكثير من الشوك في دربنا
ينهش العمر والأمنيات
فيسمح اطفالنا الدمع والدم
عن صفحات كراريسهم
حين ينزف أجدادنا الذكريات
ثلاثون.. خمسون.. ستون
حزنا ولحنا تكسر...
قاب حلمين من وطن
كبلته القيود
ولكنه من ندى عشقنا ظل أخضر...

4

واطئا كان سقف «الكنيست»
وصوتك أعلى
كان هشا
وعزمك أجلى
كان أضيق من ثكنات الجنود
وأصغر من قبعة الحاخام
«الموقر»...
وأنت ظللت بقامة رفضك
تعلو.. وتسمو
على من طغى وتجبر...
أرادوك صوتا
خجولا
وصمتا ذبولا
يرش على الموت سكر...
واذ خاب ما هم أرادوا
رموك بنيران احقادهم
واستزادوا
من الحقد أكثر...
وهم يلعقون الهزيمة
مثل الذئاب العقيمة
هم قلب هذا الظلام
ووجه السواد المعفر...
صديد البلاد التي لفظتهم
خلاصة مكر «سالومي»
ونفث الكتاب المزوّر...
يا صديقي الوفي لجمر النضال
لم يكن عجبا
أن تكون بمرمى صواريخهم
فالمراد هو «الاعتدال»
في زمان تضل به المفردات
وتمشي على رأسها
كي يظل الجدال سجالا
ويتسع البحر للأرض..
وينكسر الطول للعرض..
والكل بعض من البعض..
إن شاء «ذو القرن» ما شاء من فرض..
وأنت - عزيزي - تطرفت في الحب
هذا خروج على النص
لا يوافق أهواء «رايس» ولا حكمة «العقلاء»
الذين يريدون للناس بعض المسرة
وعلى الأرض «كل السلام»

5

صاحبي
يا ضمير فلسطين
يا نبض أبنائها
الطيبين
خافق بالعروبة قلبك
في زمن الصابئة...
ايها العربي الأبي
نشيدك فوق سفوح الجليل
وبين ضلوع المثلث يجري
كماء يبل حقولا لنا ظامئة...
وعلى ساحل الوطن الـ أرهقته الجراح
يضمد صوتك
نزف المغنين
بالنبرة الدافئة...
ميجنا وعتابا على وقع خطو
القرى اللاجئة...
لن تدجن تلك العواصف
مهما عتت
روح شعب يتوق الى شمسه حرة
والى فلق الصبح
من غاسق قد وقب...
واضح حبر ما كان خطت يداك
على صمت ذاك الجدار
ناطق باللسان الذي بفهم العاشقون
وهم ينوؤون تحت سياط اللهب...
يذودون عن قمحهم في التراب المصادر
ناطق بالذي يدرك العائدون
وهم مثل أحلامهم
بعثرتهم فيافي الصخب...
ما تزال مفاتيحهم
- رغم كل الحطام - معلقة حيث أرواحهم
تحتفي بارتواء الغمام

6

إنها كلمة السر
يا صاحبي
قلتها ذات حزن يعمّده النفي
قبل الولادة
صيحة الـ أفزعته سيوف أشقائه
تستل من وهمها
كي تعود القبائل نحو الوراء
لتختار شيخ القبيلة
من بين أشباهه
في الظلام...
إنها كلمة السر يا صاحبي
قلتها ذات ليل يخيم
فوق المدائن من كربلاء إلى غزة
من طرابلس إلى دارفور
وحيفا تمر على أهلها في الشتات
تقبّلهم واحدا.. واحدا
بعد ستين شوقا
وحضنا من الذكريات
يا ابن ناصرة الأنبياء
وخاصرة العشق
بوح اليمام...
كأني بك الآن تفتح صدرك للموج
فوق الركام...
بلا خشية من كلام الرصاص
ولا من رصاص الكلام...
بعينيك هذا الوميض
وقلبك عزم التوجه نار الضرام...
إنها كلمة السر
«روح الإرادة»
قلتها ذات عصف
وقصف يقض الخيام...
إنها كلمة الشهداء
يا صاحبي
وطعم البشارة حين الولادة
هل ننام قليلا
لنصحو أبكر؟
غدا حين يبزغ فجر بلادي
وإذ نفلح الارض
في نشوة العابقين
بالحب والخصب
لا بد يهدل في يدنا
غصن زيتونة
ويرف على باحة القدس
سرب الحمام...