تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

محاكمة عزمي بشارة

2008-08-29

أشرف نافذ أبو سالم

فلسطين الحرة - إن الحملة المصروعة التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على المفكر العربي الفلسطيني الدكتور عزمي بشارة، ما هي إلا دليل قاطع على مدى شناعة وانحطاط هذا الكيان الطارئ على المنطقة العربية الإسلامية، فمنذ غرس الكيان الصهيوني  في قلب الأمة العربية وعلى أرض فلسطين العربية الإسلامية،  قامت العصابات الصهيونية بذبح وتهجير وطرد الشعب العربي الفلسطيني عام 1948م، من أرضه و أعلنوا بما يسمى " وثيقة استقلالهم" أن دولتهم " دولة ديمقراطية يهودية، وبهذا قد أرسى الاحتلال الصهيوني إستراتيجيته العنصرية والاحلالية، معتقدا انه سوف  يلغي التاريخ و يمسح الذاكرة ويهمش صاحب الحق ، وقد أرسى ذلك بكل قوانينه الأساسية  التي يعمل بها في إدارة دولته الاحتلالية, وذلك من أجل أن يكون لليهود فقط الأفضلية والمكانة العالية والرفيعة وأنهم وحدهم يملكون هذه " الدولة " فهي الملاذ الوحيد والتاريخي والديني لكل يهود العالم، وبذلك أسقطت قوانينهم جميع الحقوق للذين بقوا في فلسطينهم، و أصبحت جميع مخططات دولة الاحتلال تعمل وتهدف إلى التضييق عليهم وحرمانهم  من حقوقهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية وفرضت عليهم الأحكام العرفية والعسكرية،  وبقوا منذ النكبة عام 1948م،  وحتى الآن غرباء في بلادهم يتجرعون كؤوس العذاب والإذلال العنصرية الإسرائيلية  ، ورغم كل هذه التحديات والانتكاسات والظلم الذي لم بنا وبهم،  ستبقى القرى والبلدات والأديرة والِكفار والمدن العربية، صامدة مرفوعة الرأس ، وستخرج أجيالها القادمة من خصوبة الأرض الطيبة، لتطحن وتسحق كل أحلام وخرافات الصهيونية وتلقى بها من فوق أسوار عكا لتذوب بأمواج بحر فلسطين من رفح وحتى الناقورة .

إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي، و من مبدأ تأكيدها وإصرارها على إنها دولة عنصرية فاشية تلدغ الدكتور عزمي بشارة  ، لعله يفيق من أحلامه وتصوراته بأن الصراع في فلسطين ما هو إلا صراع عنصري؛ لا صراع وجودي أزلي،  الآن وزير داخلية إسرائيل بدأ في وضع آلية لسحب الجنسية من الدكتور عزمي بشارة ليخبره بان دعواتك لدولة ثنائية القومية ما هي إلا أمنيات ووهم،وان الكلمة العليا هي للقومية و"الدولة اليهودية" فقط ، هذه رسالة واضحة من دولة الاحتلال الإسرائيلي لكل من ينادى ويروج للتطبيع مع العدو والمحتل، ولكل من نسى مذابحهم ومجازرهم ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني، فأحداث عكا الأخيرة بين العرب واليهود، وحصار وتجويع غزة وتهويد القدس وتدنيس الأماكن المقدسة، لم يمضى عليها الوقت البعيد، ومازالت قائمة ونتجرع ويلاتها.

أنا على يقين تام بان هناك قنبلة موقوتة في صدور أبناء عكا ويافا وحيفا والناصرة .. سوف تنفجر في أي لحظة ومع أقل احتكاك ،،ستنطلق انتفاضة ثالثة وجديدة في جميع أراضينا المحتلة عام 1948م ، والعدو الصهيوني يشم رائحتها وبدأ يجهز أداوت القمع والردع ويسن ويشرع قوانين لتسهيل عمليات الطرد والتهجير، وينتابني شعور بأنك أول من ستلتهمه هذه القوانين التي تعد وتصاغ الآن في أروقة محكمة " الظلم العليا " في دولة الكيان الصهيوني ، وهذا ما صرح به زميلك النائب الدكتور جمال زحالقة،  إن خطوة وزير الداخلية الإسرائيلي "انتقامية وعنصرية ومخالفة للقانون الدولي، وإن الدولة اليهودية لم ولن تقدم على سحب مواطنة يهودي مهما فعل، حتى يغئال عمير، قاتل رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين، لم تسحب مواطنته. وقانون سحب المواطنة ضد العرب فقط".

فهل من صحوة ونهضة جديدة ستنطلق الآن منكم ومن الجميع لفضح وإدانة ومواجهة ممارسات وانتهاكات وجرائم  دولة الاحتلال الإسرائيلي،  لحقوق الإنسان العربي الفلسطيني المسلوب منه وطنه وأرضه ؟ هل لنا أن نوحد الهدف والطريق ونعلن للعالم أجمع بأننا الكل الذي لا يتجزأ ، وبأن صراعنا مع دولة الاحتلال هو صراع وجودي لا صراع حدودي ،  وبأننا سنلاحق مجرمي الاحتلال الإسرائيلي  أينما حلوا وارتحلوا ..

وسنغلق أفواه وأبواق التطبيع والاعتراف إلى الأبد،  
فشدوا العزم ومنا البشارة