تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

المركز العربي يُصدر العدد الأول من الكتاب السنوي "استشراف" للدراسات المستقبلية

*
2016-04-03

أصدر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الكتاب السنوي المحكّم للدراسات المستقبلية "استشراف"، في شكل مجلّة/ كتاب سنوي، ليكون خامس الدوريات العلمية المتخصصة المحكّمة التي دأب على إصدارها لإغناء الحقل العلمي والأكاديمي العربي، وهي مجلة "تبيّن" للدراسات الفكرية والثقافية، ومجلة "عُمران" للعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومجلة "سياسات عربية" التي تعنى بالعلوم السياسية والعلاقات الدولية، ومجلة "أُسطور" للدراسات التاريخية.

ويروم الكتاب السنوي "استشراف" استئناف الزخم العربي المهم الذي برز خلال العقود الثلاثة الماضية على المستوى البحثي، وإعادة طرح قضاياه وأسئلته من جديد لتكريس مدرك المستقبل في جهاز مفاهيم الباحثين والمخططين والإستراتيجيين ومنتجي الرؤى والأفكار، وتكوين نخبة علمية فاعلة في المجال البحثي الاستشرافي. ويتكامل هذا الكتاب مع انتهاج العديد من الأقسام العلمية في الجامعات العربية اليوم إدماج اختصاص الدراسات المستقبلية في مساقاتها.

وقد ضمّ الكتاب السنوي "استشراف" للعام 2016، نخبة من المساهمات العلمية النوعية المهمّة والجديدة، تركّز بدرجةٍ أساس على العديد من الجوانب المنهجية والإبستيمولوجية للاستشراف؛ أوّلها إسهامٌ هوغ دو جوفنيل، رئيس "الجمعية المستقبلية الدولية" ورئيس تحرير مجلة "فوتوريبل" ومؤسّسها في عام 1975، وهي المجلّة التي أطفأت هذه السنة شمعتها الأربعين واحتفلت بعددها الأربعمائة. ويعرض دو جوفنيل في مقاله الموسوم "الاستشراف والسياسة" الذي خصّ به كتاب "استشراف" السنوي، للعديد من القضايا المهمة وفي مقدّمتها سؤال فائدة المقاربات الاستشرافية وفاعليتها، مبيّنًا أنه من الصعب الإجابة عن هذا السؤال ما دام أنّ الرابط معقّدٌ بين التفكير، واتخاذ القرار، والفعل، ومؤكّدًا على أهمّيته في مساءلة أنماط النظر والاستدلال التي غالبًا ما تُلجم الفعل؛ ومن ثمّ، تحدّيها.

كما يركّز هذا العدد الأول بدرجةٍ أساس على الجوانب المنهجية والإبستيمولوجية للاستشراف، وهو يروم بذلك أن يكون عددًا تأسيسًّيا للتراكم العلمي العربي المُرتجى في هذا المجال؛ ومن ثمّ، نجده يتضمّن عددًا من المقالات العلمية التي تخدم هذا المبتغى: "تكامل التقنيات المنهجية الكمية والكيفية في الدراسات المستقبلية" (وليد عبد الحي)؛ "أهمية 'صناعة' المؤشّرات في الاستشراف الاستراتيجي: مدخل معرفي منهجي" (قـاسـم حجـاج)؛ "الخيارات المعرفية والمنهجية في بناء السيناريوهات لدى المدارس الاستشرافية المختلفة" (محمد خميس)؛ "دراسات المستقبلات: رؤيةٌ في إشكاليات المفهوم ومقاربات التوظيف" (مازن الرمضاني)؛ "إنتاج سيناريوهاتٍ بالمئات: كيف تُجدّد المناهج الإحصائية المقاربات الاستشرافية" (سيلين غيفارش وجولي روزنبرغ). ويروم الكتاب السنوي الأول أيضًا الإسهام في درس حصيلة الدراسات المستقبلية العربية خلال العقود القليلة الماضية وتحليلها، لا سيّما من خلال مقالين مخصّصين لهذا المرام: "تأثير الأبعاد المنهجية على الحصيلة العلمية والمجتمعية للدراسات المستقبلية العربية" (ناصر محمد علي الطويل)؛ "مشروع استشراف مستقبل الوطن العربي "مستقبل الأمة العربية: التحدّيات.. الخيارات: استشرافٌ للمستقبل أم تطلُّعٌ أيديولوجي؟" (شمس الدين الكيلاني).

وإلى جانب هذه الأوراق البحثية المحكّمة، يسعى أيضًا الكتاب السنوي الأول "استشراف" إلى الإسهام في تعريب المفاهيم والأبحاث والمناهج والتقنيات الاستشرافية وتبيئتها بالوطن العربي، من خلال ترجمة عدد من البحوث والدراسات والتقارير من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية، ومن خلال مراجعاتٍ لكتبٍ قيّمة تهمّ حقل الدراسات المستقبلية.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الكتاب السنوي "استشراف" ينشر البحوث الأصيلة التي لم يسبق نشرها جزئيًا أو كليًا، والتي تعتمد الأصول العلمية المتعارف عليها. وتُقدّم البحوث باللغة العربية وفق شروط النشر في المجلة، ويتراوح حجم الأبحاث بين 6000 و8000 كلمة، بما فيها المراجع والجداول والملاحق. وتحتفظ هيئة التحرير بحقّها في قبول بعض الأوراق التي تتجاوز هذا الحجم في حالاتٍ استثنائية. كما تقبل المجلّة ترجمات لمواد علمية أو تقارير تصبّ في حقل الاستشراف والدراسات المستقبلية، كما تقبل عروض الكتب من 1000 إلى 1200 كلمة، ومراجعات الكتب بحجمٍ أكبر إن كانت دراسات نقدية، من 2500 إلى 3000 كلمة، على ألّا يمرّ على صدور الكتاب أكثر من ثلاث سنوات، وأن يجري الاتفاق بشأنها مسبقًا مع هيئة التحرير. وتخضع المواد المرسلة كلّها لتقييم محكّمين من ذوي الاختصاص والخبرة. وفي حال قبولها، ترسل الملاحظات المقترحة للكاتب لتعديل ورقته في ضوئها، قبل تسليمها للتحرير النهائي ونشرها. وقد أعلنت هيئة تحرير المجلة/ الكتاب السنوي "استشراف" عن ترحيبها بأيّ مساهمة تقع في مجال اختصاصها واهتمامها، وفق شروط نشر المركز العربي.