تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الانتفاضة الفلسطينية وخلفيات التدخل الروسي بسوريا

2015-10-13

هل ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي القدس تحديدا، بوادر انتفاضة فلسطينية ثالثة؟ وإذا كانت كذلك فما الخطوة التالية؟ وهل تريد روسيا بالفعل حماية النظام في سوريا أم أن الأمر له جوانب أخرى؟

تساؤلات عديدة تناولتها حلقة الاثنين (12/10/2015) من برنامج "في العمق"، التي استضافت المفكر العربي عزمي بشارة، حيث تحدث عن خلفيات التدخل العسكري الروسي في سوريا وآفاقه، والموقف العربي والدولي، فضلا عن الأحداث المشتعلة في فلسطين.

يقول بشارة: ليس مهمًّا تسمية ما يحدث في القدس انتفاضة ثالثة أم لا، لا نريد انتفاضات بل التحرر من الاحتلال.

وأضاف بشارة أننا أمام هبة شعبية أبرز ما فيها -ولم يتوفر في الانتفاضتين الأولى والثانية- الوضع العربي الصعب للغاية، وإهمال المجتمع الدولي قضية فلسطين، "وكأن الانتفاضة جاءت لتذكير العالم بالقضية".

ورأى أن الشيء اللافت في ما يحدث من قبل الشباب الفلسطيني حاليا أنهم يشكلون الجيل الذي ولد بعد اتفاق أوسلو، الذي تم الضغط من أجل تغيير مناهج التعليم وغيرها لخلق جيل لا يعبأ بقضية بلاده.

ويتابع بشارة أن ما يختلف أيضا هذه المرة أن هناك سلطة فلسطينية ليست في حالة صدام أمني مع الاحتلال، وإنما في حالة تنسيق، وتلتزم باتفاق أوسلو رغم أنها تلوح بعدم الالتزام به.

ولكن لماذا القدس؟ يجيب المفكر العربي أن القدس خارج نطاق السلطة الفلسطينية، والذي يعيش داخل القدس ليس كمن يقيم خارجها، فالمقدسيون يعرفون جيدا أن الاحتلال يُجري على قدم وساق عملية تقسيم زمني زاحف للمسجد الأقصى، تجهيزا لتقسيم زمني ومكاني مستمر.

ويضيف أنه أصبحت هناك قناعة بحالة الفشل التام للمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ليس بأعين المراقبين ولكن باعتراف أصحاب هذه المفاوضات أنفسهم، كما أن المقاومة أصبحت حالة دفاع عن النفس.

وأكد بشارة أن الانتفاضة بحد ذاتها ليست هدفا، لكن السؤال هو "ثم ماذا؟" فلا بد من أهداف مدروسة وقيادات تحددها، لأنه إذا لم يجد الشباب الفلسطيني الثائر ذلك، سينتج قيادات جديدة لديها أطروحات جديدة.

وأضاف أن الشعب الفلسطيني لا يريد الدخول في مغامرات غير محسوبة النتائج، لكن الجيل الجديد لم يعد يقتنع بالخطاب السياسي السائد، ويريد إجابة عن مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني والإستراتيجيات المتبعة لتحقيق ذلك.

روسيا وسوريا

وفي الملف السوري، يرى المفكر العربي عزمي بشارة أن ما جاء بروسيا إلى سوريا لا يتعلق بالتفاصيل التي نعرفها عن سوريا، مشددا على ضرورة النظر إلى الأمر من منظور عالمي، وليس من منظور عربي وإقليمي.

وأوضح أن التدخل الروسي في سوريا له علاقة باعتبارات أخرى تماما، جاءت منذ وصل فلاديمير بوتين للسلطة في روسيا، وتبني أيديولوجية الدولة الوطنية كبديل للشيوعية "وهي أيديولوجية فارغة".

وتابع بشارة: روسيا تنظر للثورات العربية من نفس المنظار الذي رأت به الثورات في أوكرانيا وقرغيزيا وجورجيا، وترى أي تحرك للشعوب هو تأثير وتمدد غربي.
ورأى أن روسيا بمثابة قوة إقليمية تحاول أن تستعيد دور الدولة العظمى عالميا، وتركز على فكرة السيادة الوطنية كتبرير لبقاء الديكتاتوريات التي تدعمها، مذكرا بموقف روسيا من الثورة في مصر وليبيا.

ولفت بشارة في هذا الصدد إلى أن شخصية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ازدهرت سياسيا وعرفت شعبيا على أنقاض العاصمة الشيشانية غروزني، الذي اتبع فيها سياسة الأرض المحروقة، وهي نفس السياسة التي اتبعها بشار الأسد في سوريا منذ العام الثاني للثورة، لكنه فشل.

هل ينجح بوتين في سوريا؟ يجيب بشارة: نظام الأسد انتهى وغير قادر على فعل شيء، وروسيا تورطت والغرب سيعمل على إفشالها.

الجزيرة.نت