تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

عزمي بشارة: عضوية الكنيست ليست شرفا وطنيا

2015-03-16

ناقشت حلقة الاثنين 16/3/2015 من برنامج "في العمق" مع مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عزمي بشارة تأثير التوتر بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والبيت الأبيض على الانتخابات الإسرائيلية، وفرص المراهنة على نتائج هذه الانتخابات في شؤون قضية فلسطين، وما الذي ينتظره أهل غزة والضفة والقدس من هذه الانتخابات.

أكد مدير المركز العربي للأبحاث والدراسات عزمي بشارة أن عضوية الكنيست الإسرائيلي لا يمكن أن تعتبر شرفا وطنيا للعربي الفلسطيني، وأوضح أن مهمة هذا العضو الأساسية ستكون تمثيل أقلية عربية في برلمان دولة مستعمرة قامت على أنقاض وطن عربي، وأن إسرائيل تقدم الخدمات مقابل المقايضة على المواقف الوطنية والثوابت.

وبشأن وجود موضوع في الانتخابات الإسرائيلية يتعلق بالشأن العربي الفلسطيني أوضح بشارة أن ما تعتبره تل أبيب "الأمن القومي" يعتبر من النقاط الثابتة في الانتخابات التي نجح بعض الرؤساء الإسرائيليين في الوصول إلى سدة الحكم عبرها.

وعبر بشارة عن اعتقاده أن القلق الحقيقي داخل إسرائيل ظهر حينما بدأت ثورات الربيع العربي، لعجز الإسرائيليين عن التنبؤ بما يمكن أن تسفر عنه تلك الثورات، الأمر الذي أثار قلقا حقيقيا ارتبط بوجود إسرائيل نفسها، ولكن هذا القلق خف نوعا ما حينما قامت الثورة المضادة للربيع العربي، بحسب رأيه.

تهمة التخابر

وفسر ارتياح إسرائيل لقيام الثورة المضادة بأن موقف الشعوب العربية معارض ومضاد وهو واضح ومعروف من اتفاقات السلام والتسوية غير العادلة مع إسرائيل.

واستنكر اتهام الرئيس المعزول محمد مرسي بالتخابر مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأوضح أن هذه التهمة لا توجد إلا في إسرائيل ولكنها للأسف تحولت إلى تهم في دول عربية.

وفي ما يتعلق بوجود القضية الإيرانية في السياسة الإسرائيلية أوضح مدير المركز العربي للأبحاث أن نتنياهو دخل في صراع مع الإدارة الأميركية، لأنه يعتقد أن الواجب هو تدمير البنية التحتية لإيران وإجبارها على التعهد بعدم تخصيب اليورانيوم كليا، وأشار بشارة إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية اتهمت نتنياهو بعدم العقلانية في هذا الأمر، وأنه يدعو إلى تدمير إسرائيل باتخاذه هذا الموقف.

ودعا العرب إلى التوحد والتكتل حتى يتمكنوا من الصمود على أرضهم، وأوضح أن تسجيل الأحزاب العربية في إسرائيل تم السماح به لأول مرة في بداية التسعينيات.

وأمّل بشارة على أهمية زيادة تمثيل العرب داخل الانتخابات السياسية الإسرائيلية، ودعا إلى رفع مستوى التصويت حتى يحافظ العرب على وجودهم، والحفاظ على القضية الفلسطينية على المدى البعيد، وأوضح أن الاهتمام العربي تمثل في الدعم القطري لبعض المشاريع الاجتماعية والرياضية في فلسطين.

مأزق حقيقي

ونصح بشارة العرب بأن يدركوا أهمية وجودهم داخل إسرائيل، وأن يستصحبوا معهم الجوانب الثقافية والاجتماعية والسياسية التي تدعم وجودهم واستمرار حياتهم، وقدم توضيحا لاتجاهات الأحزاب السياسية الإسرائيلية وفرص التحالفات والتكتلات المتوقعة بينها وفرص فوز كل منها.

من ناحية أخرى، أوضح أن السلطة الوطنية الفلسطينية وصلت لمأزق حقيقي في ما يتعلق بملف عملية السلام، ولا يوجد أفق للتفاوض بينها وبين إسرائيل وأصبحت المفاوضات تُجرى بلا سقف زمني.

وأشار مدير المركز العربي للأبحاث إلى أن السلطة ذهبت إلى خيار تصعيد المواجهة الدبلوماسية، وأوضح أن هناك مكانة رمزية هائلة للقضية الفلسطينية حول العالم، وأن الجميع ينتظر أن يتحرك الفلسطينيون بجدية لدعم قضيتهم.

وبشأن قطاع غزة أوضح بشارة أن الفلسطينيين صمدوا وقاوموا وأبلوا في الحرب التي استمرت أكثر من خمسين يوما، الأمر الذي جعل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تصل إلى قناعة أن الأفضل هو رفع الحصار عنهم وتركهم يتحركون بحرية باعتبار أن ذلك يمثل الخيار الأفضل أمنيا للتعامل معهم.

واستنكر قيام النظام المصري الحالي بإحكام الحصار على القطاع، وهدم الأنفاق التي كانت مخارج "غير شرعية" يتحرك عبرها المواطن، وأرجع انفجار الحرب الأخيرة إلى الحصار المحكم الذي جعل البعض يردد المقولة الشعبية "إن مصر لا بترحم ولا بتخلي رحمة ربنا تنزل".