تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

عزمي بشارة: إسرائيل سعت للتخلص مني.. والإقامة بقطر كان خياراً مثالياً

*
2017-03-25

قال المفكر والباحث الدكتور عزمي بشارة، إن دولة الاحتلال الإسرائيلي سعت للتخلص منه في 2007، وأجرت معه تحقيقات وكان سيصدر أمر باعتقاله لولا مغادرته للبلاد.

وقال بشارة في حواره مع برنامج "وفي رواية أخرى" على التلفزيون العربي إنه أدرك أثناء التحقيق معه أنهم سيوجهون له تهمة "التعاون مع العدو في زمن الحرب"، وهي التهمة الوحيدة التي ينص القانون الإسرائيلي أن عقوبتها هي الإعدام -إلى جانب الجرائم النازية- ويستبدلوها عادةً بحكم مؤبد".

وأشار إلى أن الإدارة الإسرائيلية لم تُدرِك أنه سيخرج من البلاد ولن يعود بعدها، وأنه حينما خرج لم يكن قد قرر بعد عدم العودة مرة أخرى، حتى إنه غادر حاملاً لقميصين فقط، وبعدها انتشرت الأخبار بالصحافة الإسرائيلية، وسمع معلومات دقيقة وصلته من نواب بما تنويه إسرائيل فعله، ولذلك قرر البقاء في الخارج.

وأشار المفكر والباحث الدكتور عزمي بشارة إلى أنه كان يقدِّم عملاً برلمانياً مدنياً ناجحاً، ولكنهم دفعوا بالاتجاه الأمني للتخلص مني".

وتحدَّث عن سبب اختياره الإقامة في قَطَر، قائلاً: "عندما قابلت الشيخ حمد بن خليفة والد أمير قطر، وشرحت له ما حدث؛ فقال لي البلد بلدك، وكذلك عندما زرت سوريا رُحِّبَ بي، وأيضا إيميل لحود رئيس لبنان السابق قال لي: "خليك عندنا"، وهكذا الأردن، ولكن الاختيار وقع على الدوحة بسبب العلاقة الخاصة، وكذلك حرية العمل والنشاط".

وأضاف: "اخترت قطر؛ نظراً لأنني أعلم طبيعة إقامة المنفيين السياسيين في سوريا، وكيف يتم التعامل معهم، فأنا كنت ألتقي رئيس الجمهورية، وحينما أكون منفياً سياسياً سأقابل ضابط مخابرات بدلاً من مقابلة الرئيس، وكانت ستُفرَض قيودٌ على نشاطي الفكري والسياسي، خاصة وأن لي مواقفي الداعمة للمثقفين السوريين، وفي حالة الأردن قيل بشكل واضح إنهم لا يرغبون في أي ظهور أو نشاط من داخل الأردن، ولبنان كان الوجود فيها سيثبت التهم، ولن يستطيع أحد من عرب الداخل وعائلتي زيارتي أو التواصل معي؛ فكان الحل الأمثل هو قطر".

بشارة ينفي عمله مستشاراً لأمير قطر

نفى الباحث عزمي بشارة عمله مستشاراً لأمير قطر تميم بن حمد، قائلاً: "أنا لست مستشاراً للأمير، ولم أكن مستشاراً سابقاً، وليس عيباً أكون مستشاراً للأمير وهذا فخر واعتزاز".

وقال إن علاقته بالشعب والمجتمع القطري والقيادة القطرية "وثيقة جداً".

وأبدى المفكر العربي سعادته بقطر، وقال إنه سعيد لعدم تدخُّل الدولة في رأيه أو عمله البحثي وإنتاج المركز العربي للدراسات.

قطر لا تخشى الديمقراطية.. والمركز العربي للدراسات ينافس المراكز الكبرى في إيران وتركيا

قال عزمي بشارة، إن نظام الحكم القطري ليس ديمقراطياً، ولكنه نظام إمارة تقليدية والسكان راضون به، ويعيشُ على شرعية الأسرة الحاكمة وعلاقتها بالأسر الأخرى.

وأضاف ان قطر لا تخشى الديمقراطية؛ لأنها ليست مطروحة لديها، والناس عندها مطالب في قطر وأبرزها قضايا متعلقة بحقوق العمال.

وعن إنشائه لـ"المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، قال بشارة إنه كان لديه قناعة أنه يجب الاجتماع بين المثقفين العرب لعمل أبحاث علمية للاستفادة منها بوصفها إنتاجاً معرفياً، وكان التجمع صعباً ويحتاج للتمويل، وهذا ما تلقيناه من الدولة القطرية.

وأضاف أن أهم ما يميز العمل في هذا البلد، أن الدعم ليس مشروطاً، وهذا الدعم هو عكس الدعم الأوروبي لإقامة مشاريع بحثية تقوم على أجندات سياسية، وتحاول التحكم فيها، وفرض شروط لتنفيذ ما يرغب فيه الممولون.

وأشاد الدكتور بشارة بالمركز العربي، مؤكداً "أنه الآن ينافس في نتائجه المراكز الكبرى في إيران وإسرائيل وتركيا".

بشارة: أرفض سياسات حزب الله في لبنان وسوريا

قال عزمي بشارة، إنه التقى زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله عدة مرات بعد الخروج من فلسطين عام 2007، مؤكداً أن "مواضيع النقاش لم تكن أمنية والحديث كان سياسياً".

وأبدى إعجابه الشديد بالمقاومة اللبنانية في حربها ضد إسرائيل، قائلاً: "موقفي كان في العموم مؤيداً للمقاومة، ومُعجباً بالنموذج الذي قدمته المقاومة اللبنانية ورغبتها في تحرير لبنان، وأنا كفلسطيني كنت مدركاً أن إسرائيل لن تتمسك بجنوب لبنان كتمسكها بالضفة الغربية والقدس".

وأكد أنه -الآن- ضد سياساتِ حزب الله في لبنان وسوريا.

كما تحدث بشارة عن تعرض الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات للضغوط لحضور مفاوضات كامب ديفيد، وأنها فشلت نتيجة تمسكه بالقدس عاصمةً لفلسطين، مضيفاً: "حينما عاد لبلاده استقبله الشعب الفلسطيني استقبال الأبطال، وقلت له إن الشعب الفلسطيني استقبلك كصلاح الدين؛ لأنك رفضت التنازل عن القدس، فما بالك لو حررته".

تلفزيون العربي