تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

التجمع الوطني الديمقراطي يتهم إسرائيل بمواصلة ملاحقة بشارة

2008-08-01

وديع عواودة-حيفا

صادقت محكمة إسرائيلية على صفقة أبرمتها المخابرات الإسرائيلية والنيابة العامة مع أحد العاملين بالصرافة في القدس المحتلة، اعترف بموجبها الأخير بتحويل أموال من خارج إسرائيل لرئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي عزمي بشارة، وهذا ما نفاه حزبه واعتبره استمرارا لملاحقته السياسية.

وكانت المحكمة المركزية في القدس قد أدانت الصراف فراس عسلية بتهمة المشاركة في تبييض أموال، وبنقل 390 ألف دولار من زميل له في الأردن لبشارة العام الماضي دون الإشارة لمصدر الأموال.

ووفق الصفقة تم تخفيف لائحة الاتهام ضد الصراف المقدسي فراس عسلية، وشطُبت تهم خطيرة سبق أن وجهت مطلع العام له ولوالده ولشركة صرافة يديرها هو وأفراد عائلته.

واعترف عسلية بالتهمة مقابل اكتفاء النيابة العامة بفرض حكم بالسجن الفعلي عليه لمدة ثمانية شهور، على أن يكون بمقدوره تقديم طلب للمحكمة باستبدال الحكم بخدمة الجمهور لستة شهور، في حين صادقت هذه على الصفقة وأعلنت أنها ستنطق بالحكم في شهر أبريل/نيسان 2008.

يشار إلى أن الشرطة الإسرائيلية كانت نسبت لبشارة المتواجد في قطر قسرا منذ منتصف العام الجاري شبهات تقديم "مساعدة للعدو في زمن الحرب" و"الاتصال مع عميل أجنبي" و"زيارة بلاد العدو دون إذن" وخرق قانون تمويل الإرهاب، لكنها لم تقدم لائحة اتهام بحقه بعد.
"
قضية بشارة من أولها إلى آخرها وبكل تفاصيلها هي قضية ملاحقة سياسية ومحاولة فاشلة لتصفية قائد ومفكر عربي
"
تهم ملفقة

وأكد رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي في الكنيست النائب جمال زحالقة للجزيرة نت أنه لم يفاجأ بالصفقة، واتهم المخابرات الإسرائيلية بتلفيق تهم باطلة ضد عزمي بشارة، ونوه إلى أن الأخير نفى هذه التهم منذ الكشف عن القضية، مشددا على أن لائحة الاتهام تشمل معلومات مكررة ومضللة ووشايات كاذبة وسخيفة وقديمة عفا عنها الزمن.

وأكد التجمع الوطني في بيانه أمس أنه مع نفيه للتهم الموجهة إلى بشارة فإنه لا يعتبر إدخال أموال إلى البلاد تهمة، ولفت إلى أن جمع التبرعات في الخارج لدعم المؤسسات الوطنية في الداخل هو من الأعباء الملقاة على عاتق القائد الوطني.

وأشار البيان إلى أن الأجسام الأهلية والسياسية في البلاد تقوم بجمع تبرعات بملايين الدولارات في الخارج لتمويل نشاطاتها، ويعتبرالأمر من أهم معايير نجاحها، وأن المبلغ المذكور يعتبر "متواضعا جدا" بالنسبة لما تصرفه واحدة من الجمعيات في أقل من عام، "ناهيك عن أي حزب صغير في معركة انتخابية".

وذكر بأن المحاكم الإسرائيلية تواظب على رفض التدخل في قضايا وصفقات تبرمها أجهزة المخابرات العامة (الشاباك) وتعتمد عدم التدخل في قضايا تراها حساسة لهذه الأجهزة.

زيارة سوريا

وأكد التجمع في بيانه أن قضية الدكتور عزمي بشارة من أولها إلى آخرها وبكل تفاصيلها هي قضية ملاحقة سياسية ومحاولة فاشلة لتصفية قائد ومفكر عربي وضع الدولة العبرية أمام تحديات صعبة لم تعد تحتملها، فعملت على التخلص منه بهذه الطريقة بعدما فشلت بالنيل منه بوسائل أخرى استخدمت منذ تأسيس الحزب وتأديته دورا هاما في التصدي للهيمنة الأميركية والإسرائيلية على الفلسطينيين والعرب.

إلى ذلك وبعد التحقيق مرتين مع النائب سعيد نفاع الذي حل مكان بشارة في الكنيست استدعت الوحدة الشرطية للجرائم الدولية في بيتح تكفا العديد من المشايخ العرب الدروز أعضاء لجنة التواصل للتحقيق معهم اليوم، على خلفية زيارتهم إلى الأهل والأماكن المقدسة في سوريا في سبتمبر/أيلول الماضي.

المصدر: الجزيرة نت