تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

لقاء اليوم على قناة الجزيرة حول العلاقات العربية العربية

2009-09-30

الخلافات العربية ومسار القضية الفلسطينية

ليلى الشايب: مشاهدينا السلام عليكم وأهلا بكم إلى لقاء اليوم، ضيفنا اليوم هو الدكتور عزمي بشارة المفكر العربي. دكتور عزمي دأب العرب على تصنيف بعضهم البعض إلى دول اعتدال ودول ممانعة ولكن إلى حد الآن كلا المحورين إن صح تسميتها كذلك لم يحقق شيء فعلام الخلاف إلى الآن إذاً؟

عزمي بشارة: أولا هذه التصنيفات هي ليست تصنيفات عربية هي تصنيفات غربية حتى أكاد أقول استعمارية، وأريد أن أذكر أن المنطقة لم تشهد منذ فترة طويلة هذا الكم من التدخل الأجنبي والتواجد الأجنبي على أراضيها إن كان ذلك في العراق إن كان ذلك في منطقة الخليج إن كان ذلك في حراسة شواطئ غزة، شواطئ لبنان، المحكمة في السودان يعني كم التواجد الأجنبي في المنطقة لا يصدق، وتعود أيضا المصطلحات التي ترافق التدخل الأجنبي في المنطقة من نوع معتدلين ومطرفين قياسا بالموقف من إسرائيل والولايات المتحدة يعني لا يوجد مقياس آخر وهذا طبعا لا يصلح مقياسا لا في قضايا الاقتصاد ولا في قضايا المجتمع ولا في قضايا الحريات..

ليلى الشايب (مقاطعة): السياسية.

عزمي بشارة (متابعا): يعني هي، ولا في أي شيء، يعني لا، أنا دائما لا أفهم ما وجه الاعتدال في المعتدلين وما وجه التطرف في المتطرفين؟

ليلى الشايب: ولكن حتى العرب أنفسهم اعتمدوا هذه التسميات والتصنيفات.

عزمي بشارة: هي جزء من الهيمنة باعتقادي الاستعمارية على اللغة أيضا، تبني مصطلحات الطرف المهمين هي جزء من تذوت من استبطان الهيمنة الأجنبية، ولكن في واقع الحال حقيقة لا يوجد ما يبرر هذه المصطلحات، الفوارق متعلقة بطبيعة الأنظمة ربما يعني طبيعة النظام الاقتصادي وطبيعة النظام الاجتماعي السياسي يناقش هذا ولكن هو غير مقصود، ليس مقصودا في ذلك، وفي نقاش حول مسألة قبول من عدم قبول الإملاءات الأميركية وكأنها يعني أمور مسلم بها لا يجوز مناقشتها أم هنالك أمن وطني في حالة الدول العربية أو أمن قومي عربي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار وأن تناقش الولايات المتحدة رغم أنها الآن القطب الوحيد في العالم، هذا النقاش جدي وجوهري وباعتقادي موجود بين الدول العربية وبرأيي لم يتغير بمعنى أجواء الوفاق والمصالحات لم تتجاوزه، هنالك نوع من التهدئة بدلا أن تكون مع إسرائيل في نوع من الهدنة نوع من التهدئة ولكن لا أعتقد أن النقاش الجوهري حول كيف يتم التعامل مع الإملاء الأميركي في المنطقة، هل هنالك أمن قومي عربي، هل هنالك مصالح عربية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار أم يجب أن تتنافس الدول العربية على تنفيذ المشيئة الأميركية كما هي، باعتقادي هذا النقاش ما زال قائما النقاش حول ما يسمى بسياسة مقاومة الاحتلال، طبعا البعض يستخدم ساخرا محور الممانعة ومحور المقاومة، لا يهمني هذا الحقيقة يهمني بالأساس أمر واحد هل مقاومة الاحتلال الأداة الناجعة في طرد الاحتلال أم لا؟ يوجد على هذا نقاش هنالك رأينا ذلك في حرب غزة بشكل جدي في الحرب على غزة أو العدوان على غزة، إبان العدوان على لبنان ونرى ذلك باستمرار حتى بعد احتلال العراق قبل أن تتغير سياسات بعض الدول العربية تجاه العراق رأينا نقاشا حقيقيا هل المقاومة هي سلاح في مقاومة الاحتلال؟ هل هي المتهمة في مشاكل الدول أم الاحتلال هو المتهم في مشاكل الدول؟ أنا بأعتبر هذا النقاش حقيقي..

ليلى الشايب (مقاطعة): هذا سبب من أسباب الخلاف العربي العربي. نعم دكتور عزمي أنت ذكرت الحرب الأخيرة على غزة، بعد هذه الحرب بقليل هبت ما يشبه رياح المصالحة العربية العربية وتجسدت في لقاءات كان أهمها القمة الثلاثية قمة الرياض ولكن هناك من رأى في هذه القمة التي كان يفترض أن تحقق بعضا من هذه المصالحة رأى أنها تقوم على اعتبارات نوعا ما كيدية، لماذا برأيك؟

عزمي بشارة: دعيني أقل ما يلي، أولا بدون أي شك أنه من أسباب تحسن الأجواء الانفراج في العلاقات العربية العربية ناجمة عن أول وقبل كل شيء عن فشل سياسات بوش وثم ذهاب بوش، يعني ليس فقط ذهابه كشخص وإنما ذهابه وذهاب سياساته معه وهي السياسات التي كانت منذ الحرب على العراق وعمليا منذ 11 أيلول سببا في توزيع العالم العربي بنفس معادلة بوش من ليس معنا فهو ضدنا بمعنى بعض العرب صارت تعتقد من ليس مع بوش فهو ضدها، هذا باعتقادي انتهى يعني انتهى وبدأنا نرى بوادر نهايته في لبنان تموز 2008، في التحرك الروسي في جورجيا بدء التراجعات الأميركية ثم اتضاح هزيمة محور المحافظين الجدد عموما نتيجة للمقاومة العراقية وغيره، بدأنا نرى الآن الدول العربية التي صنفت نفسها مع سياسات الولايات المتحدة بشكل مطلق تقريبا بعد 11 أيلول وبعد 2003، احتلال العراق وجدت نفسها مستمرة في سياسات مواجهة انتهت على المستوى، ليست انتهت ولكن تلقت ضربة حقيقية والولايات المتحدة نفسها تبحث في إعادة تكتيكاتها وإستراتيجياتها مثلا بظهور باراك أوباما في اليوم في أول زيارة له إلى وزارة الخارجية للقول إنه نعتمد الدبلوماسية أولا ثم الوسائل الأخرى -يعني على الأقل هذه المراجعة تمت- إنه الخيار العسكري خيار أخير هنالك الخيار الدبلوماسي، ليس صحيحا أنه من ليس معنا فهو ضدنا، بالإمكان أن نعمل على أن نفتح حوارا معه الحوار مع إيران. باعتقادي هذا أدى إلى أن هذه الدول تبدأ فورا أنه إذا الولايات المتحدة صاحبة المعادلة صاحبة العقيدة من ليس معنا فهو ضدنا تراجع ذلك وتريد أن تفتح حوارا مع إيران، في تقاطعات في أفغانستان في تقاطعات في العراق فلماذا لا نفتح نحن الحوار سوية، أنا باعتقادي..

ليلى الشايب (مقاطعة): دكتور عزمي قبل أن نتوجه بالحديث عن إيران والسياسات الأميركية الجديدة في المنطقة نتحدث عن علاقة العرب تحديدا بإسرائيل، هناك تطورات سياسية كثيرة في إسرائيل حسبما يبدو تسير باتجاه لا مصلحة العرب ولا مصلحة الفلسطينيين بوجه خاص في ظل هذا الانقسام الفظيع وغير المسبوق، هنالك من يتساءل إذا لم يتوحد العرب في ظل تصاعد اليمين المتطرف في إسرائيل متى سيتوحدون إذاً؟

عزمي بشارة: شوفي ليلى الحقيقة ليس غير مسبوق، الساحات العربية شهدت صراعات كانت فيها محاولات انقلابية من أنظمة كانت أنظمة متورطة بالتدخل العسكري داخل دول أخرى، يعني الساحة العربية ولكن الجديد هو أنه في حين كان هنالك معسكرين في العالم في حينه أيضا كان هنالك مشروع أوروبي يعني حتى عندما كانوا يتنافسون على قلب أنظمة الحكم لدى بعضهم البعض الدول العربية لدرجة قطع العلاقات، حتى في تلك.. هيمن خطاب عروبي على الساحة عند الجميع لم يتجاوزه أحد وهيمن خطاب يجعل القضية الفلسطينية موضوعا غير قابل للنقاش، مسألة أنها هي أساسية في الهوية العربية وفي فهم العرب لأنفسهم وفي دورهم في التاريخ وإلى آخره، المشكلة الآن أن الصراعات تجري في ظل غياب مشروع قومي عربي وفي وجود مشروع تركي، مشروع إيراني وطبعا المشروع المعادي وهو المشروع الإسرائيلي -لا أقارنه مع المشاريع الأخرى إطلاقا-..

ليلى الشايب: ضياع الهدف.

عزمي بشارة: نعم، عدم وجود مشروع قومي في وجود مشاريع أخرى غير عربية، تشتت الحالة العربية هذا أولا إذاً الصراعات تجري في ظل عدم وجود توازن دولي، وجود مشاريع أخرى قومية الطابع مثل التركي والإيراني في غياب مشروع عربي، وضياع الإجماع العربي حول مسألة فلسطين كون القضية الفلسطينية، هذه خطورة الصراعات الجارية حاليا.

ليلى الشايب: تعتقد أن إسرائيل نجحت دكتور عزمي في التفرد بالفلسطينيين وسحب الغطاء العربي عن القضية الفلسطينية التي كانت القضية الجامعة للعرب؟

عزمي بشارة: لا شك، الاختراق الأول حصل في كامب ديفد السلام مع مصر والاختراق الثاني باعتقادي الجدي حصل وهي نكبة حركة التحرر الفلسطينية اللي كنت أعتقد أن أيام غزة هي أيام مراجعتها وليس أيام العودة إلى النقاش حول احترامها أو الالتزام بها! أنا أقول لا احترام ولا التزام بالعكس يجب مراجعة كل هذه السياسات التي أدت إلى نكبة فلسطينية -أقصد سياسات أوسلو وكامب ديفد- أدت إلى نكبة فلسطينية وأدت إلى نكبة عربية، عدم وجود.. يعني في ظل غياب وحدة عربية ودولة عربية ومشروع قومي عربي كان الموضوع الفلسطيني جامع في تحديد أولويات الأمن القومي العربي أيضا أنهوا ذلك وجعلوا القضية الفلسطينية قضية الفلسطينيين، ومن هنا شهدنا وضعا مخجلا محرجا مريبا مذلا مهينا فيه غزة محاصرة طيلة هذه الفترة وتُحمّل السياسات الفلسطينية مسؤولية حصارها ويتحدث البعض عن تشكيل حكومة فلسطينية تزيل الحصار، كأن الفلسطينيين يحاصرون أنفسهم، أنه عليهم هم أن يصنعوا حكومة تزيل هي الحصار! إذاً القبول بالموقف الإسرائيلي أن السياسات الفلسطينية هي المسؤولة عن الحصار، هذا الوضع اللي باعتقادي رافقه أيضا انحلال على المستوى الفكري والأخلاقي والحضاري، هذا الوضع يجب أن يتغير وباعتقادي، نعم، تفضلت حضرتك بالسؤال حول اليمين الإسرائيلي وغيره، أنا أحيانا أعتقد "ما لجرح بميت إيلام" طيب على ماذا النقاش العربي موجود طالما المجتمع الإسرائيلي في كل أربع سنوات ينتخب ويجدد انتخاب قوى ترفض كل البنود الموجودة في مبادرة السلام العربية؟ وليس صحيحا أنه فقط حق العودة وإنما أيضا القدس ورأينا ماذا يفعلون بالنسبة.. يعني أنا اعتقدت -شوفي اللي فينا، نقاشاتنا إحنا وين والدنيا وين!- أنا أعتقدت أن عاصمة الثقافة العربية قد يكون فيها بعض التطبيع أنه طيب احتفال تحت الاحتلال وكذا ومع ذلك مررناها أنه رمزية، حتى هذه إسرائيل لم تقبلها ومنعتها يعني هي كانت فرصة لإسرائيل تفتح خيطا للعرب أنه احتفلوا بالقدس عاصمة الثقافة وهي تحت الاحتلال، إسرائيل حتى هذا لا تسمح به! النقاش حول دولة فلسطينية في الضفة والقطاع أم دولة واحدة ديمقراطية علمانية الجميع نقاش عربي داخلي، إسرائيل بانتخاباتها تجدد البيعة بين قوسين للاستيطان والاستمرار في سياسات الاحتلال والاستمرار في الحصار، والعرب يتناقشون نجدد مبادرة السلام أم لا نجدد مبادرة السلام. باعتقادي يعني على الأقل كانت حرب غزة هي المناسبة لمراجعة كل إرث كامب ديفد وكل إرث التسوية مع إسرائيل الذي لم يؤد إلى شيء ليس فقط في القضية الفلسطينية هذه مفروغ منه أنه لم يحل القضية الفلسطينية بالعكس زادها تعقيدا وحولها إلى قضايا، ضفة غربية، غزة، القدس، الشتات لوحده قضية رابعة يعني كردنة القضية الفلسطينية إلى مجموعة قضايا..

ليلى الشايب: تجزيئات وتفصيل القضية.

عزمي بشارة: وإنما أيضا عربيا هذه السياسات أدت إلى سياسات محاور وتشتيت الساحة العربية وتشتيت الفضاء الحضاري الثقافي ومفاهيم الأمن القومي العربية إلى الوضع الذي نراه حاليا.

ليلى الشايب: العرب في أسوأ حالهم وأحوالهم، دكتور عزمي؟

عزمي بشارة: يعني لا أدري الحقيقة يعني إذا ما قارنا في السابق، أرى رأيا عاما عربيا واعيا جدا أثناء الحرب على غزة وأثناء الحرب..

ليلى الشايب (مقاطعة): ولكن هذه الهوة دائما ما بين الأنظمة والشعوب.

عزمي بشارة: نعم، نعم، الهوة بين الأنظمة والشعوب ولكن أنت رأيت أن الأنظمة أيضا أثناء مؤتمر الكويت الاقتصادي بعد ما جرت محاولة إفشال مؤتمر غزة في الدوحة جرت محاولات يعني ليس صدفة أن الحوار الذي جرى أو محاولات الوفاق تجري في ظل أحداث غزة لأن الأنظمة أحست أن الشعوب في واد وهي في واد ولذلك جرت ليس صدفة أن اجواء المصالحة فجأة أيضا في ظل القضية الفلسطينية واستنفار الشعوب على القضية الفلسطينية. ولكن يؤسفني أنه لم تجر المراجعة التي كان يجب أن تستنتج لمبادرة السلام العربية ولنهج التسوية ولم نتحول من إفشال العدوان الإسرائيلي وقد أفشل -أنا لا أتحدث لغة انتصارات أقول أفشل العدوان الإسرائيلي- لم نتحول منه مباشرة إلى الهجوم على الحصار وكان بالإمكان بعد ذلك كسر الحصار على غزة بالعكس عدنا للحديث عن قبول الشروط الأميركية، احترام اتفاق أوسلو أم الالتزام باتفاقيات أوسلو، إقامة حكومة فلسطينية تكسر الحصار يعني كأن العدوان لم يفشل كأن العدوان نجح يعني كأن العدوان نجح وتجري محاولة لقطف نتائج العدوان..

ليلى الشايب: لم يتم استثمار حرب غزة بالشكل المطلوب برأيك؟

عزمي بشارة: صمود أهل غزة الأسطوري أنا باعتقادي بدد في هذه الحوارات الجارية حول قبول الشروط الإسرائيلية الأميركية..

ليلى الشايب: على كل دكتور عزمي، الحوارات وعلى رأسها الحوار الفلسطيني الفلسطيني والحصار أيضا الذي يجب أن يرفع عن غزة والسياسات الأميركية في المنطقة أيضا كل ذلك سنتحدث عنه بعد فاصل قصير، مشاهدينا ابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]

السياسة الأميركية وانعكاساتها في المنطقة

ليلى الشايب: مشاهدينا أهلا بكم من جديد إلى لقاء اليوم وضيفنا الدكتور عزمي بشارة المفكر العربي. دكتور عزمي، كنا ألمحنا في كلمة إلى السياسة الأميركية الجديدة في الشرق الأوسط مع مجيء إدارة الرئيس باراك أوباما، لوحظ تركيز أوباما الشديد على موضوع إيران على حساب مواضيع أخرى يراها العرب ذات أولوية. موضوع إيران هذا التوجه المتواصل من قبل باراك أوباما نحو الانفتاح والحوار مع إيران هل تعتقد أنه سيكون على حساب العرب وعرب المنطقة بالذات الذين استعدوا إيران بين قوسين تحت ضغوط أميركية تحديدا الإدارة الأميركية السابقة تحت ظل بوش؟

عزمي بشارة: أولا باراك أوباما سيكون مشغولا باعتقادي بـ80% من الوقت في الأزمة الاقتصادية الداخلية وفي نتائج سياسات بوش الاقتصادية والاجتماعية والدولية على المستوى الدولي، أهم النتائج على المستوى الدولي حيث تلقوا الضربات الكبرى وهذا ليفهم الشباب العربي أهمية.. المقاومة ليست بلا معنى المقاومة لها معنى هي التي غيرت بوش، المقاومة العراقية اللبنانية الفلسطينية غيرت بوش وسياساته وأفشلت ماكين وجاءت بباراك أوباما. على كل حال هناك الأمور الأساسية يجب أن تتركز، نحن رأينا أنه في قضية فلسطين ليس لديه ما يضيف على الثوابت الأميركية الإسرائيلية في قضية فلسطين..

ليلى الشايب (مقاطعة): ليس لديه ما يضيف أم هناك أطراف لا ترغب أن يضيف أو يغيير أو..؟

عزمي بشارة: نعم نعم طبعا هو في ضمن مؤسسة، منظومة علاقات سياسية في داخل الولايات المتحدة من ضمنها اللوبي الإسرائيلي متمسك بثواتب معينة في العلاقة الإسرائيلية الأميركية أنا باعتقادي ستبقى قيده وتوقع شيء منه هام جدي حقيقي لا يوجد. في قضية إيران نعم هو واضح أنه في ضمن سياساته مراجعة الخيار العسكري والبدء في الخيار الدبلوماسي، الآن الخيار الدبلوماسي سيكون له مستحقات يعني لا يكفي التهنئة في عيد النيروز، له مستحقات، المستحقات هي الآن يتحدث بدءا بالقول الجمهورية الإسلامية يعني اعترافه بنظام الحكم، ودائما إيران مهددة كنظام حكم لم تعترف فيها الولايات المتحدة، استخدامه الجمهورية الإسلامية هو اعتراف بالنظام والقول عمليا لهذا النظام أنه إليكم ما تكسبونه، تندرجون في ضمن النظام الدولي نريد مساعدتكم في أفغانستان لدينا مصالح وتقاطعات في العراق يعني سيضطر أن يتعامل مع إيران كدولة لها أمن قومي لها مصالح وأن تؤخذ المصالح في عين الاعتبار..

ليلى الشايب (مقاطعة): مصالح مشتركة أيضا.

عزمي بشارة (متابعا): تؤخذ المصالح، طبعا فيش مصالح.. في مصالح تلتقي أو لا تلتقي أما أي شيء متعلق بالتعاون بين دول بده يكون في نعم احترم لمصالح الآخر حتى تحترم مصالحك، فهذا بدون هذا طبعا يبقى كلام يعني التوجه نحو إيران يبقى كلاما معسولا إذا لم يرافقه هذا السؤال هل هذا يكفي لكي تقتنع إيران بالتخلي عن قدرات راكمتها تكنولوجية وغيره في ظل الحصار وبدون معروف من الولايات المتحدة وإنما بقدراتها الذاتية كدولة وهي تخصيب اليورانيوم؟ والغرب سيكون عليه أن يقرر بعد مثل هذا الحوار في لحظة سيكون عليه.. هل يقبل بإيران نووية حتى بعد أخذ مصالحها وهي تأخذ مصالح العرب بعين الاعتبار أم لا؟ لديك هذه..

ليلى الشايب (مقاطعة): سؤال آخر دكتور عزمي، عذرا للمقاطعة، العرب عرب الخليج أين هم من هذه العلاقة الجديدة الأميركية الإيرانية؟

عزمي بشارة: شوفي الولايات المتحدة تريد من إيران تغيير سياساتها في قضية تخصيب اليورانيوم وتغيير سياساتها في قضية فلسطين، في قضية العراق، حتى سمعنا أن عمر البشير مطالب بتغيير سياساته في قضية فلسطين، قضية فلسطين تعود باستمرار كشرط من الولايات المتحدة على الدول، قضية فلسطين، قضية العراق، قضية لبنان. مسألة دول الخليج الولايات المتحدة لا تطالب إيران بعلاقات جيدة مع دول الخليج لا تطالب إيران بحوار مع دول الخليج بالعكس تطلب من دول الخليج أن تكون محمية أميركية مقابل إيران يعني بالعكس يعني الولايات المتحدة بعد كل أزمة تستحضر أو يعاد استحضار إيران كعدو لدول الخليج لتبقى دول الخليج تطالب أن تكون محمية، تطالب..

ليلى الشايب (مقاطعة): أن يكون هناك مبرر للوجود الأميركي في المنطقة.

عزمي بشارة (متابعا): نعم، لا بالعكس لديهم اقتراحات لزيادته حتى بفترة أوباما مثل مظلة نووية لدول الخليج، سوف تسمعون يعني لديهم تحضيرات أكثر أنه نتفاهم مع إيران في قضايا أخرى في قضية الخليج أيها الخليجيون ابقوا في شعور أن إيران تهددكم. لماذا لا نقلب الطاولة ونقول طيب إحنا دول الخليج نتحاور مع إيران حول مصالحنا المشتركة، وكل العالم العربي بيكون معهم في هذا أنه لديهم مصالح لديهم مخاوف لديهم قلق لديهم اعتبارات ممكن صياغتها عربيا وتبنيها عربيا، وهذا أساس هذا أحد عناصر وجود مشروع عربي يوجه فيها إلى إيران مثل ما لدينا قلق ومصالح ومخاوف في موضوع تركيا مثل لدينا ليس قلق ومخاوف وإنما صراع مع الاستعمار الاستيطاني في فلسطين.

ليلى الشايب: عودة إلى الحوار الفلسطيني الفلسطيني في القاهرة، برأيك كيف طبيعة الحكومة الفلسطينية المحتملة والمأمولة التي يمكن أن يقبل بها الغرب ويتعامل معها؟

عزمي بشارة: أنا باعتقادي هذا السؤال هو بالضبط المحرم الذي يجب ألا نطرحه، يعني أنا لا أقصد إعلاميا، إعلاميا يجب أن نطرحه، أقصد داخليا سياسيا -بالعكس أنا شاكر أنك طرحتيه- أنا بأقصد أنه ليس الغرب.. بعد هذا العدوان وبعد ما جرى نعود مرة من جديد للقول إنه ما هي الشروط الإسرائيلية الأميركية لتشكيل حكومة فلسطينية؟ كأنه فعلا الفلسطينيون هم المسؤولون عن الحصار. باعتقادي بعد الحرب على غزة رأيي الخاص اجتهادي، كان يجب أن يستمر الصراع مع الحصار وألا يتحول الموضوع إلى حوار حول نقاط سياسية تشترطها الولايات المتحدة وإسرائيل بعد غزة كأنه جرت الحرب على غزة، هنالك الآن من يريد أن يقطف النتائج السياسية لحرب غزة بفرض شروط سياسية على حماس، ومن سيفشل الحوار مسؤول عن الحصار. يعني رجعنا للخانة الأولى ما قبل الحرب، أنه أصلا موضوع حصار غزة الآن غير مطروح، المطروح الآن الحوار وهل ستقبل بالشروط الأميركية الإسرائيلية ومن لا يقبل الشروط -يعني بين قوسين وهي لغة عربية للأسف- من لا يقبل الشروط يعني لا يقيم حكومة تكسر الحصار معناه هو المسؤول عن استمرار الحصار. أنا لا أصدق أنه بعد كل ما جرى في غزة رجعنا محلنا هون، أنه بعد غزة بعد الدفعة الكبيرة الذي أخذها أول شيء الأمة وتحركها، انتفاضة الأمة، الضحايا التي قدمت، الصمود الأسطوري، كان يجب أن يستمر هذا الـ momentum هذه الاندفاعة هذه الانطلاقة نحو كسر الحصار وليس العودة إلى الخانة الأولى اللي فيها محاولة إلى قطف نتائج العدوان على غزة بالقول للفلسطينيين الآن يجب عليكم أن تقيموا حكومة تكسر الحصار، كأنه هم كانوا مسؤولين عن الحصار.

ليلى الشايب: مشاهدينا شكرا لمتابعتكم وتحية لكم أينما كنتم.