تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مقصلة النظام السوري تُعدم باسل الصفدي

*
2017-08-06

جلال بكور

"تغص الكلمات في فمي، وأنا أعلن اليوم باسمي واسم عائلة باسل وعائلتي".. كلمات بدأتْ بها نورا غازي الصفدي، عن إعلان إعدام زوجها الناشط السوري، الفلسطيني الأصل، والمبرمج "باسل خرطبيل الصفدي"، بعد سنوات من اعتقاله على خلفية مشاركته في مظاهرات سلمية ضد نظام بشار الأسد.

ونعت نورا غازي الصفدي زوجها باسل على حسابها في موقع "فيسبوك" كاتبة: "أنا أعلن اليوم باسمي واسم عائلة باسل وعائلتي، تأكيدي خبر صدور حكم إعدام وتنفيذه بحق زوجي باسل خرطبيل صفدي، بعد أيام من نقله من سجن عدرا في تشرين الأول 2015".

و"باسل خرطبيل"، والمعروف أيضًا باسم "باسل الصفدي"، هو من مواليد 22 مايو/أيّار 1981 في دمشق. ووفق تقارير، فإن قوات النظام أقدمت على إعدام باسل في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول 2015 في سجن عدرا الواقع على أطراف غوطة دمشق الشرقية.

واعتقل باسل قبل أيام قليلة من زفافه إلى المحامية والناشطة في مجال حقوق الإنسان، نور الصفدي، وتقول مصادر إن الثورة والمظاهرات في مدينة دوما كانت وراء نشوء علاقة الحب بين الطرفين.

وشغلت نورا غازي، عضوة مكتب تنفيذي في "هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي"، لمدة ثلاث سنوات، قبل أن تعلن انسحابها، في الحادي عشر من فبراير الماضي، كما شغلت عضوية الوفد الاستشاري للمعارضة السورية في مفاوضات جنيف.

واحتفلت نورا غازي مع والدة باسل بعيد ميلاد ابنها الأخير قبل أن تعلم بخبر إعدامه بأسابيع قليلة، وهو ما منعها من الفرح بزفاف ابنها إلى حبيبته، والتي باتت أرملة قبل زفافها.

وكتبت نورا "شكرا لكم فقد قتلتم حبيبي... شكرًا لكم، فبفضلكم كنت عروس الثورة وبفضلكم أصبحت أرملة... يا خسارة سورية، يا خسارة فلسطين، يا خسارتي".

وعلمت "العربي الجديد" أنّ قوات الأمن التابعة للنظام السوري اعتقلت باسل من حي المزة بدمشق في الذكرى الأولى لاندلاع الثورة السورية ضد النظام، إثر مشاركته بمظاهرات سلمية، ونقل إلى مكان مجهول بعد أيام من التعذيب ومحاكمته من قبل محكمة عسكرية والتي حكمت بإعدامه.

كما وتسربت معلومات عن عمليات تعذيب تعرض لها الصفدي في المعقتل. ومثُل باسل أمام المدعي العام العسكري في 9 ديسمبر/كانون الأول 2012. واتهمت محاكم النظام باسل بـ"عمليات مسّت بأمن الدولة" و"التجسس لمصلحة دولة عدوة" ولم يتم توكيل أي محام للدفاع عنه طيلة مدة تسعة أشهر قضاها بين فروع التحقيق المشهورة بقتل آلاف المدنيين تحت التعذيب، ونقل بعدها باسل إلى سجن عدرا المركزي قبل أن يختفي.

ويُعدّ الصفدي من أشهر المبرمجين في سورية، وكان ناشطاً فاعلاً في مشاريع "موزيلا فايرفوكس" و"ويكيبيديا" قبل الثورة.

وعُرف عن باسل، وفق تقارير إعلامية ومصادر، أنه كان مولعاً بالبرمجيات والعلوم المتعلقة بالكمبيوتر وشبكات الإنترنت وكان من أول العاملين بها في سورية وليس في دمشق فقط، وعمل كمدير تقني في العديد من الشركات البحثية والنشر المختصة بعلوم الآثار والفنون في سورية، وكان قد بدأ بالعمل على مشروع صور ثلاثية الأبعاد لمدينة تدمر الأثرية.

وفي وقت سابق، استنكرت المفوضية الأوروبية ومنظمات حقوقية الاعتقال التعسفي واستمرار الاعتقال التعسفي لباسل من قبل النظام السوري، لكن ذلك لم يؤد إلى الإفراج عن باسل أو الكشف عن مصيره.

ويذكر أن آلاف المدنيين والناشطين المعارضين للنظام السوري لقوا حتفهم في سجون ومعتقلات النظام الأمنية وسجون ومعتقلات المليشيات التابعة له، عن طريق القتل تحت التعذيب أو الإعدام الميداني بعد محاكمات تعسفيّة، بينما لا يزال آلاف المعتقلين والمختفين قسرياً في سجونه.